دورات رمضان الكروية.. "عودة حميدة" لفراق الملاعب

تصوير: أمنية حسن - أعضاء أحد فرق كرة القدم المشاركة بدورة رمضانية بأسوان

كتب/ت أمنية حسن
2024-04-06 14:10:22

عادت مُجددًا الدورات الرمضانية لكرة القدم بعد توقف، إذ حال وباء الكورونا دون عودة الدورات في بعض مراكز الشباب، فيما كان ضعف الإمكانيات سبب لتوقف عدد آخر، والآن تشهد ملاعب المراكز في أسوان فرحة عارمة بعدما عادت روحها إليها.

خلال فترة توقف شهدتها الدورات الرمضانية فترة اجتياح وباء فيروس كورونا منذ 2020، توقف محمود سعد الله عن المشاركة، ومع عودتها مرة أخرى كان من أول المشاركين فيها، يرى "محمود" أن الدورات الرمضانية تخلق أجواء من الفرحة، يجتمع فيها محبي كرة القدم بعيدًا عن التنافسية في المباريات الكروية.

تجمع يهزم الإمكانيات

محمود الذي سبق وأن مارس كرة القدم في أندية ومراكز شباب بأسوان، قبل أن يتوقف عن ممارسة الرياضة منذ عام جرّاء إصابة في أحد المباريات، يحاول حتى الآن استعادة قواه البدنية للعودة إلى الملاعب.

يروي "محمود" دافع مشاركته الدورات الرمضانية، حيث يقول: شهر رمضان تتميز فعالياته بتجمع الناس، وفي الدورات الرمضانية يمكن أن نرى مشاركة أشخاص من معارفنا جاء من سفره ليقضي شهر رمضان بأسوان، ويشارك في الدورة الرمضانية وسط حضور من أهالينا واصدقائنا.

يرى "محمود" أن كرة القدم في أسوان والصعيد عامة، تفتقر للإمكانيات، فيوضح بقوله إن حياة لاعب كرة القدم صعبة، إذ لا يستطيع الاعتماد على ممارسة كرة القدم كمصدر للدخل، ويجب عليه العمل في وظيفة أخرى، للإنفاق على نفسه وأسرته.

يشارك أحمد محمد في الدورات الرمضانية كل عام أيضًا ، وبجانب ذلك فهو بالأساس يمارس رياضة كرة السلة بأحد مراكز الشباب، لكنه قرر الاستمرار في لعب كرة السلة لعدم قدرته على ممارسة اللعبتين بالتوازي، بجانب تعرضه لإصابة في أحد مباريات كرة القدم.

بالنسبة لأحمد فإن المشاركة في الدورات الرمضانية لها طعم مميز "هي حدث سنوي يجمع الأصدقاء والمعارف وأشخاص قد لا نلتقي ببعضنا لفترة طويلة، فالدورة الرمضانية تمثل مناسبة يسودها روح المتعة قبل التنافسية".

تأسيس

ويرى أحمد أن أوضاع رياضة كرة القدم تحتاج إلى تأسيس جيد، حتى يستطيع اللاعب أن يكمل مسيرته الكروية، خاصة أن اللاعبين لديهم المؤهلات لذلك.

أصدر الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء نشرة النشاط الرياضي بنشرة نوفمبر 2022، والتي أظهرت أن عدد الأشبال الذكور في أسوان، ممّن يمارس كرة القدم بلغ عددهم 3,690 طفل بين سن 10 لـ 14 عام، يمثلون 4.2% من إجمالي عدد الذكور بين 10 لـ14 عام وفقًا لأحداث الاحصائيات لعام 2024، التي يقدر عددهم 86,930.

شكّلت الدورات الرمضانية مناسبة لاختيار الفرق بين مجموعة من الأصدقاء واختيار أسماء الفرق بأسماء أندية عالمية أو تحت اسم أشخاص رحلوا كان لهم دور في النشاط الرياضي بمراكز الشباب، وتطورت بمرور الوقت، ليدخل بها وجود التحكيم بمساعدة الفيديو (Var)، وطائرات بدون طيار لتصوير وتوثيق المباريات من زوايا وارتفاعات تضيف جمالًا باستعراض المناطق التي تنظم الدورات بشكل أقرب للنقل التلفزيوني للمباريات، وحفلات افتتاح تضم ألعاب نارية وعروض فنية تقترب من مستوى البطولات الكروية، لكن بإمكانيات منظميها.

بدأ مركز شباب القرشة بمركز نصر النوبة، تنظيم الدورات الرمضانية منذ عام 2016، لكن انتشار جائحة كورونا حال من استمرارها، لتعود مرة أخرى في رمضان 2024، الدورة الرمضانية للرواد فوق 35 سنة.

مراكز الشباب

يقول صُبيح نجار، رئيس مجلس إدارة المركز، إن الدورات الرمضانية تُمثّل مناخ مختلف عن الدورات الرياضية في الأوقات الأخرى، لما تحتويه من أجواء، ويضيف أن هذا العام ينضم كباتن كرة القدم من رواد الرياضة في أسوان، فيما يتذكر الأجواء في الماضي، إذ كان يشارك في الدورات الرمضانية ويمارس كرة القدم كهواية وليس احتراف بسبب انشغاله.

ويرى "صُبيح" أن تطوير كرة القدم في أسوان، يأتي بالبحث عن المواهب الكروية داخل القري والنجوع للاهتمام بها.

افتتح مركز شباب الحصايا بشرق مدينة أسوان، دورته الرمضانية الثالثة على التوالي بعد توقف دام 12 عام، بعد النصف الثاني من رمضان، تحت اسم دورة المرحوم وليد بشرى، أحد مدربي مركز الشباب، وتُعدّ المرة الثالثة التي ينظم فيها مركز شباب الحصايا دورته الرمضانية بأسماء أعضاء مركز الشباب غادروا الحياة، كانوا قد شاركوا في إنشائه وفعالياته.

يوضح أحمد ريان، رئيس مجلس إدارة المركز، أن المركز في منطقة شعبية حيوية من شرق سكة حديد إلى منطقة السد، يخدم حوالي 200 ألف مواطن، وقررت الإدارة بعد الظروف التي مر بها المركز من ضعف الإمكانيات إعادة تنظيم الدورات الرمضانية، وبدعم من الشباب والرياضة بحسب قوله، إذ أن للدورات الرمضانية دور مجتمعي في استقطاب الشباب حتى خارج الفرق الكروية التي تمارس كرة القدم.

تصوير: أمنية حسن - لقطات من دورة رمضانية منظمة بأسوان