"تنمر وجهل".بعض المضايقات في وجه بطلات المستقبل في أسوان

تصوير: صورة أرشيفية

كتب/ت أمنية حسن
2021-12-04 00:00:00

حين قررت "أمنية" ممارسة رياضة كرة السلة، بأحد مراكز الشباب، القريبة من منزلها، كانت نصيحة إحدى سيدات إدارة المركز، "أن تختار رياضة أخرى فهي ليست رجالية"حسب قولها ..

عادت "أمنية" بطلب للمشاركة في فريق الكونغ فو، فطالبوها بالمشاركة بأنشطة الفتيات فقط، تلقت نفس ردود الأفعال من مركزشباب إلى أخر، حتى استطاعت في النهاية الانضمام لنادي رياضي تقبل وجودها وممارسة الرياضة التي كانت ترغب بها.

 

أما ولاء صقر -21 عام - التي تمارس رياضة السباحة، كانت قد بدأت تعلم السباحة من خلال مجال دراستها الجامعية، وتدريب الفتيات في احد النوادي أحيانا، تحكي لنا "أن التشجيع في مواصلة الرياضة كان من جانب عائلتها الذين لم يمانعوا في استكمال طريقها، لكن بعض الأعضاء بالنادي يشعرون بالغرابة تجاهها"، وتوضح لنا أنه لم يكن تنمر بشكل صريح لكن مشكلتهم كانت ب"الزي" الذي أرتديه، وعندما أشرح لهم أنني أرتدي مايوه شرعي "بوركيني" تخف حدة الغرابة تجاهي.

 

أما نسمة أحمد -23 عام- والتي قد بدأت رياضة ركوب الدراجات عند معرفتها لفريق يؤجر الدرجات بأسعار تصل إلى 30 جنيه في الساعة عن طريق فيسبوك، لم يكن لعائلتها مانع في ممارسة هذه الرياضة، تفضل نسمة الخروج مع مجموعة وترى أن القيادة في مجموعة "مسلية وألطف".

 

وتضيف: "وإحنا ماشيين بالعجل الناس بتبصلنا بصة استغراب وبيقولوا اكيد أنتوا أغراب مش من سكان أسوان، خاصةً أننا بنسوق على الكورنيش"، لا تنفي نسمة وجود المضايقات ولكنها ترى أنه في المقابل هناك مارة آخرين في الشارع يشجعون الفتيات.

 

تتعرض بعض الرياضيات للتنمر، خاصة في الأنشطة الرياضية التي يرى البعض أنها خاصة للرجال فقط، وقد يصل للتنمر على منصات التواصل الإجتماعي، مثلما حدث مع فريق منتخب كرة القدم سيدات تحت العشرين عند تعرضهن للسخرية والتحرش على منصات التواصل الاجتماعي برغم فوزهم على نظيرهم اللبناني في مبارة ودية اقيمت في ديسمبر2020.

 

أما آية أحمد -22 عام - وهي لاعبة كرة قدم بأحد مراكز الشباب، قالت أن تجربتها في ممارسة كرة القدم كانت مليئة بمضايقات من العائلة والأصدقاء : "كانوا بيسألونني ماذا سأستفيد من لعب كرة القدم؟، وإلى ماذا ساصل؟، في النهاية ستتزوجي وتتركي الرياضة نهائيًا، وأن هذه الرياضة ستجعلني شبه الرجال، وربما لن يقبل بي رجل في المستقبل كزوجة"، وعلى الصعيد الآخر قالت "آية"أن التشجيع في المواصلة قادم من مدربي هذه الرياضة، فهم مؤمنين بقدرات الفتيات وكم ما يتعرضن له من مضايقات.

 

شروق أحمد -مدربة جمباز- قالت أن ردود الأفعال من قبل أهالي الفتيات له جانبان منهم من يشجع بناته على الاستمرار والبعض منهم له مردود سيء للغاية، ليس تنمر علي قدر ما هو تصور خاطئ و قلة وعي عن رياضة الجمباز حيث يعتقد البعض أن مهارة فتح الحوض قد تؤثر على"غشاء البكارة" أو عذرية الفتاة و هو اعتقاد خاطئ تماما، فتح الحوض حركه رياضية تؤثر علي عضلات الفخذين وعضلات السمانة والأوتار المرتبطة والمحيطة بالعظام، الأمر الذي يجعلها مفيده جداً لإطالة الساقين وتساعد علي تقويه الركب، ولا علاقه لها بالغشاء تماما، وتكمل:"أغلب من يمارس الرياضة فتيات في سن صغير وقليل من يستمر وأكبر فئة عمرية دربتها كانت 15 عام".

 

وتستكمل حديثها قائلة: رياضة بهذا الجمال و الإبهار ليس لها مسابقات علي المستوى المحلي مسجلة في اتحاد الجمباز و المشاركة في بطولات، فأسوان غير مسجلة في بطولات المناطق و دائما نناشد المسؤلين بتسجيل أسوان و الإهتمام برياضة الجمباز، حيث أن هناك إقبال على هذه الرياضة.

 

يخبرنا "أمير ماجد" والذي يعمل مزارع أن لديه ابنة تمارس رياضة الجمباز والكاراتيه، "إن ممارسة ابنتي للرياضة جاء من حرصي على أهمية الرياضة في تكوين بنية سليمة للطفل"،وبالرغم من نصائح بعض من الأصدقاء والعائلة بمنعها من استكمال ممارسة الرياضة بحجة إنها بنت وقريبا ستصل لسن البلوغ، إلا أننا معتادين على مثل هذا الأمر ونرد على كل الحجج وفي النهاية كل أسرة حرة بما تفعلة مع ابنائها، وينهي"أمير" حديثه قائلا: "لدى ابنتي نظام غذائي يناسب الرياضة التي تمارسها فالرياضة تبني شخصية للطفل واتمنى أن يغير البعض فكرة ممارسة الفتيات للرياضة".