وكيل "زراعة أسوان”: مشروع "الفاو" يستهدف تحسين إنتاجية المحاصيل بالقرى

تصوير: أمنية حسن - حسني عبدالستار وكيل مديرية الزراعة في أسوان

كتب/ت أمنية حسن
2023-09-08 00:00:00

زار أعضاء من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" نهاية أغسطس الماضي مجموعة من قرى مراكز محافظة أسوان ضمن مشروع التطوير الشامل للريف المصري لتحسين المجتمعات الريفية، بهدف اختيار القرى الواعدة لتنفيذ أنشطة مشروع تعزيز الزراعة الذكية مناخيًا والتنوع البيولوجى الزراعي لدعم القدرة التكيفية للمجتمعات الريفية الضعيفة. 

وأجرى "عين الأسواني" حوارًا مع حسني عبدالستار، وكيل مديرية الزراعة في أسوان، للحديث عن تفاصيل المشروع والزيارة التي رافق فيها الوفد.

إلى نص الحوار

* ما هو المشروع وأهدافه؟

في أغسطس الماضي زار ممثلو منظمة "الفاو" مراكز أسوان، بحثًا عن القرى الفقيرة والأكثر احتياجًا للاستصلاح الزراعي.

يعمل المشروع على محاور عديدة ومنها اختيار الأرض والعمل عليها بداية من إعدادها للزراعة حتى الحصاد.

فالمزارع الذي يمتلك فدانين مثلًا، يختار المشروع فدانًا لتطبيق الفنيات التي سيعمل عليها المشروع، ويترك المزارع يزرع الفدان الآخر بطريقته.

وفي نهاية الموسم يرى المزارع الفرق بين زراعته التقليدية وزراعة المشروع، حتى يقتنع بالاختلاف.

* ما الجهات المسؤولة عن المشروع ؟

منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" ومديرية الزراعة والإدارات الزراعية والجمعيات في المراكز المختلفة.

* ماذا عن المشكلات التي تم رصدها خلال جولة الوفد؟

وجدنا أراضي لمزارعين تعاني نقصًا في عناصر معينة بالأرض ولا يدركها المزارع، لكن يراها في محصوله الذي يشتكي من قلة إنتاجيته.

ومشروع "الفاو" سيعمل بأسلوب علمي وتحليل للتربة؛ لمعرفة أي نقص وتحديد السماد  المخصص للأرض كنقص في عنصر الحديد أو الزنك، وتحليل المياه المستخدمة في الزراعة ومعالجتها حال احتوت على نسبة ملوحة، ومتابعة أزمة معاناة المحاصيل من الحشرات الزراعية. 

 

* هل يتحمل المزارع أية أعباء مادية في المشروع؟

فدان الأرض الذي يزرعه المشروع للمزارع يتحمل تكلفته بالكامل من إعداد الأرض واختيار السلالات المحسنة وتقديم الخدمات والمعاملات الزراعية حتى عملية الحصاد، بشرط أن ينقل المزارع هذه الفنيات للمزارعين الآخرين لتغيير طريقة الزراعة، والاستعانة بمهندسين الإرشاد والجهات المختصة.

* ما الفترة الزمنية المحددة للمشروع؟

المشروع زمنه العمل في موسم زراعي صيفى وآخر شتوي، ففي الصيف سيختار محصول صيفي كالذرة مثلًا، وفي الشتاء محصول القمح.

* ما هي محاور تنفيذ المشروع؟ 

يختار مشروع "الفاو" المحاصيل الأكثر انتشارًا في كل مركز للعمل عليها عن طريق محور المدارس الحقلية من تنمية وتطوير الخدمات المقدمة للمزارع، واختيار السلالات ذات الإنتاجية العالية للمحصول لزراعتها والقادرة على مواجهة التغيرات المناخية، ومقاومة الآفات المرضية وتطوير منظومة الأمن الغذائي عن طريق حفظ الزراعات وتطويرها.

ثم يأتي بعده محور المخلفات الزراعية عن طريق إنتاج "كومبست" سماد زراعي من مخلفات المحاصيل كالنخيل وسفير قصب السكر وتحويله "لـ كومبوست" عن طريق الحفر، ووضع المخلفات وإضافة معاملات معينة بدلًا من إلقائها أو حرقها.

وآخرها محور تطوير المرأة عن طريق عمل مشروعات للمرأة الريفية، مثل صناعة الجبن والألبان والمخللات منزليًا لتطبيق مشروع لها. 

* على أي أساس يتم اختيار القرى وعددها؟

تُختار القرى عن طريق عدة معايير وهي: “القرى الأكثر احتياجًا، ولا يقل عدد سكانها عن ثلاثة آلاف نسمة لتحقيق الخدمة لأكبر عدد ممكن، بجانب احتواء القرية على زمام زراعي لا يقل عن 300 فدان، وأن تكون القرى بها مشاريع استصلاح الأراضي لشباب الخريجين كوادي النقرة في مركز إدفو".

بالإضافة إلى أن تكون القرى من ضمن المشاركين في مشروع "حياة كريمة" حتى تتحقق التنمية والتطوير.

والوفد زار في مراكز أسوان وكوم أمبو وإدفو ونصر النوبة قرى مثل: “دار النعيم، بهريف، الحجز بحري، الطوناب،الزنيقة، البصيلية، العدوة، الكفور، حجازة، جمعية الدكة، جمعية نصر النوبة، وادي النقرة، قرى الحكمة والأمل"، وسيتم عمل مرحلة ثانية من المشروع لضم القرى الأخرى لاحقًا. 

* ماذا تتوقع من المشروع؟ 

النهوض بالإنتاجية واستخدام سلالات محسنة تتكيف مع التغيرات المناخية عن طريق اختيار أصناف تتحمل درجات الحرارة للحصول على إنتاجية جيدة، فالمزارع الذي ينتج من 12 إلى 14 أردب بالمعاملات الزراعية التقليدية، يمكن عن طريق المشروع تحقيق 30 أردب، مما سيعود اقتصاديًا بالنفع على المزارع والإنتاج لسد فجوة نقص الغذاء كالقمح.

* إذن هل يمكن للمشروع حل أزمة زراعة النخيل؟

مزارعو النخيل لا يهتمون بتقليمه فهو مهمل ويعاني من إصابات زراعية ورغم أن إنتاج النخيل عالي لكن في التصدير لا يحتل مرتبة متقدمة، نظرًا لعدم حصول التمر على الجودة المطلوبة مثل الطعم واللون.

والتمر يجب ألا يخلو من الإصابات، والتمور الأسوانية متنوعة كالسكوتي والبرتمودة وغيرها، ويوجد لدينا صنف يسمى "الملكابي" وهو من الأصناف الجيدة الذي يتميز لونه بالحُمرة، ويستطيع منافسة الأصناف الخليجية للتصدير، وهو صنف بدأ في الاندثار لمعاناته من المشكلات الزراعية، ولا يوجد سوى بقرية الخطارة وأبو الريش بمركز أسوان، وبعض القرى في مركز كوم أمبو ودراو.