"العيد في البيت".. سوهاج بلا حدائق عامة

تصوير: أرشيفية

كتب/ت رحمة أشرف - حبيبة حجازي
2024-04-10 11:33:24

في موسم الأعياد يفتقد أهالي سوهاج حدائقها العامة، بعدما دخلت بعضها في أعمال التطوير كالحديقة العامة بميدان الثقافة، وبعضها الآخر يخلو من الاهتمام مما يُنفّر الأهالي منها. خلت المدينة من الأماكن المفتوحة، وصارت تتكوّن من مجموعة من المطاعم والكافيهات فقط، وبذلك أُجبر الأهالي على الخروج إلى الكافيهات المُتكدّسة أو البقاء في المنزل. 

 

تجد ولاء عبد الرحمن الصعيدي، من سكان مدينة سوهاج، صعوبة في اصطحاب أطفالها لأماكن ترفيهية، فتقول "أفتقد الأماكن المجانية المفتوحة في سوهاج، حتى النوادي هنا ليست عامة، بل تحتاج لأن تكون حامل كارنيه العضوية"، فضلًا عن ارتفاع أسعار تذاكر الألعاب التي تحتاج إلى ميزانية خاصة بحسب قول ولاء. 

 

لذلك تضطر ولاء قضاء أيام العيد بالمنزل أو زيارة أقاربها فقط، نظرًا لصعوبة التنقل في العيد بسبب زحام الشوارع والمواصلات "عشان كدا بستنى مرور أيام العيد التلاتة وبعدها بقدر أخرج مع عيلتي". 

 

تشتكي فايزة أحمد، 50 عامًا، من ندرة الأماكن الترفيهية في نجع عبد الرحيم الموجود بإحدى قرى مركز المراغة، فلا تستطيع التنزه خلال العيد، لذا لا يوجد أمامها سوى زيارة الأقارب أو المدافن "أو الذهاب إلى المدينة للتنزه بالمطاعم، لكن بعد المسافة تُمثل مشكلة جسدية ومادية لنا". 

 

تلجأ فاطمة الزهراء، من سكان مدينة سوهاج، لزيارة الأقارب والأصدقاء في منازله "هذه هي فسحة بالنسبة لي"، إذ تضطر الشابة ذات الـ19 عامًا لذلك بسبب الازدحام الشديد، وترى فاطمة أن سبب الزحام هو ذهاب سكان جميع المراكز إلى العاصمة لافتقار هذه المراكز لأماكن التنزه. 

 

لا تخرج دعاء السيد، من سكان مركز جرجا، أثناء أيام العيد نهائيًا، فالشابة ذات الـ23 عامًا لا تحب الفُسح داخل الكافيهات والمطاعم، وتميل أكثر للأماكن المفتوحة، غير أنها لا تتوفر سوى في منطقة الكوامل أو ما يُطلق عليها حاليًا "سوهاج الجديدة"، وتقول "لكن المنطقة دي بعيدة غير آمنة بالإضافة إن أسعارها مرتفعة جدًا". 

وتتمنى دعاء حل هذه المشكلة من خلال تخصيص أماكن  ونوادي مفتوحة  تكون مناسبة للأطفال  بأسعار معقولة.  

 

ويوضح محمد جمال، اختصاصي نفسي وتعديل سلوك، أن خروج الطفل يؤثر عليه من جوانب لغوية واجتماعية ونفسية، ويقول إن الطفل في حالة عدم اختلاطه بأقرانه سيسبب له مشاكل في نموه الاجتماعي، ويصبح منعزل اجتماعيًا، كما يختبر أعراض انسحاب تؤثر على اندماجه فيمن في مثل عمره، خاصة إذا كان من ذوي الاحتياجات الخاصة. 

 

ومن جانب آخر فإن التكدس الذي تسببه الأعياد يؤثر على الأطفال بدرجات متفاوتة؛ فإذا كان الطفل انبساطي سيندمج مع الزحام من حوله ويسبب له سعادة، أما إذا كان الطفل انطوائي سيحدث العكس، خاصة إذا كان الطفل لديه رهاب اجتماعي أو لديه نوع من اضطرابات الشخصية مثل اضطراب الشخصية الانطوائية واضطراب الشخصية المضادة للمجتمع. 

 

تصوير: أرشيفية - أهالي سوهاج لا يجدون أماكن مفتوحة للتنزه